قصص قصيرة جدا
كان يا مكان في قديم الزمان.حاكم زعيم في مملكة كبيرة. وكان للحاكم مرآة يكلمها، وكانت الطاووسية بداخله تجعله يستفسرها كل صباح عن الزعيم الذي ليس كمثله شيء في الكون. وكانت تجيب – بتهكم طبعا- أنت الزعيم الذي ليس كمثله شيء.
... وحدث أن تقاذفت الحاكم رياح التغيير من كل جانب. وحمل مجبرا إلى المستشفى وبعد أن استيقظ، أمر بإحضار المرآة، لكنه فوجئ حين وجد وجهه أسود كالفحم، ويداه مثقوبة، أحس بقشعريرة في ساعده فانتبه إلى نملة تدخل حبة قمح في ثقب يديه.
سأل المرآة كالعادة، لكنها لم تجب، أعاد السؤال مرات، فلم تجب. فألقى من يديه ما ألقى. فانكسرت المرآة وصارت أول الشهداء في النضال ضد الحاكم الذي ليس كمثله شيء.
شاعران حداثيان
بعد أن ارتشفا من آخر كأس نبيذ على المائدة. قال الأول: لِم لا نقيم مسابقة بيننا والخاسر من يدفع ثمن النبيذ؟ قبل الثاني الفكرة. فأخذا الورقة والقلم و بدءا يخطان كلمات على ظهر علبة السجائر.
القلم في يدي..
وكأس النبيذ لا
ينتهي
وأنا سائر نحو المجهول
وشقراء الحانة
ترعبني...
لكنهما أحسا بحزن وفزع شديدين. وقالا في نفسيهما. للأسف ليس للنقاد وسيلة لفهم القصيدة.
الإهداء
بعد أن أنهى مجموعته القصصية، فكر في الإهداء وبدأت الأسماء والنعوت والمعارف والنكرات تتلاوح في ذهنه تباعا. لكنه وجد الحل في أن يجمع الكل ويكتب: إلى أسماءٍ..
وفي حفل توقيع الكتاب بدأ الناقد يتحدث عن شعرية عتبة الإهداء. وكيف ملكت البنت أسماء قلب الكاتب. تبادل مع زوجته نظرات لا يفهم معناها إلا هو. وبقي يلعن في ذهنه النقد والنقاد.